U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

طريقة تداول الأسهم للمبتدئين



  يمكن لتداول الأسهم أن يكون طريقة فعّالة لبناء ثروتك على المدى البعيد. حيث أنّ تعلّم كيفية الاستثمار بحكمة وصبر قد يعود عليك بأرباح تفوق أيّ دخل تجنيه من عملك كموظف بدوام كامل.
الأمر كلّه يعتمد على مدى فهمك لآلية عمل أسواق الأسهم، وأهدافك الاستثمارية بالإضافة إلى قدرتك على تحمّل قدر كبير أو ضئيل من المخاطرة.

في مقال اليوم سنقدّم لك دليلاً شاملاً حول طريقة تداول الأسهم للمبتدئين، ونضعُك على بداية الطريق للاستثمار في سوق الأسهم. فما عليك إذن سوى مواصلة القراءة لمعرفة المزيد عن هذا الأمر.

ما هو المقصود بالأسهم؟

  الأسهم هي حصّة تمثّل ملكية قانونية في الشركة. بمعنى آخر، حينما تشتري أسهمًا (حصصًا) في شركة معيّنة فأنت تصبح مالكًا جزئيًا (شريكًا) في هذه الشركة، وتعتمد الصلاحيات وحجم السلطة التي يملكها الشريك بناءً على عدد الأسهم التي يمتلكها ونوعها.

تعرضُ الشركات أسهمها للبيع من أجل جمع الأموال، حيث تأتي الأسهم في شكلين:

  • أسهم عادية: تخوّل صاحبها الحصول على حصّة من المال تتناسب مع أرباح الشركة وخسائرها.
  • أسهم مميّزة: وتأتي مع أرباح مدفوعة محدّدة مسبقًا.


ما هو تداول الأسهم؟

يعبّر مفهوم "تداول الأسهم" عن عملية بيع وشراء الحصص في شركة معيّنة، فإن كنت تمتلك سهمًا أو أكثر في إحدى الشركات، ذلك يعني أنّ تمتلك جزءًا من تلك الشركة ويحق لك التصرّف فيه كما يحلو لك.


منافع تداول الأسهم

  حظي الاستثمار عن طريق تداول الأسهم في الفترة الأخيرة باهتمام الكثيرين، وتزداد شهرته يومًا بعد يومًا خاصّة مع إمكانية التداول عن طريق الإنترنت، وسهولته والقدرة على الاستثمار والتداول بمبالغ مالية قليلة تناسب الجميع.

قد تجدُ نفسك متردّدًا أو غير مقتنع تمامًا بهذه الطريقة في الاستثمار، لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ لها فوائد ومميزات مهمّة، نذكر منها الآتي:

1- طريقة رائعة للادخار

نعم، فواحدة من أفضل الطرق لادّخار المال على المدى الطويل هي من خلال التداول بالأسهم بطريقة صحيحة وفعّالة. فحتى لو كنت تريد الحصول على أرباح على المدى القصير، سيسهم ذلك في حفظ أموالك على المدى البعيد.

2- طريقة مميزة لكسب المال أيضا

ربّما لا تملك مبلغًا ماليًا كبيرًا يُتيح لك فتح مشروع خاصّ، أو لا تملك الوقت الكافي أو ربّما المهارة المطلوبة في ريادة الأعمال والاستثمار، لكنّك مع ذلك تريد كسب المزيد من المال وتوفير دخل ثابت مستمرّ لنفسك...حسنًا، تداول الأسهم هو سبيلك لذلك، فمن خلال تخصيص بعض الوقت في شراء وبيع أسهم مناسبة، وباستثمار مبلغ مالي ضئيل يمكنك تحقيق أرباح معقولة وأحيانًا ضخمة دون بذل الكثير من الجهد أو الوقت أو المال.

3- إحداث تغيير إيجابي من حولك

 الاستثمار في سوق الأسهم لا يتمحور حول كسب الأموال فقط وتحقيق أرباح مالية كبيرة وحسب، فقد يساعدك أيضًا على إحداث التغيير في مجتمعك وترك أثر إيجابي من حولك. وهنا تأتي أهميّة تداول الأسهم الأخلاقي، بمعنى أنّك تقوم بشراء وبيع أسهم الشركات التي تسعى لتقديم خدمات أخلاقية تفيد وتدعم المجتمعات، ومن أمثلتها الشركات التي تعمل في النشاطات الاقتصادية الصديقة للبيئة مثلاً، أو التي تهدف لتقديم خدمات صحيّة أو لمساعدة الأقل حظًا...الخ.

طريقة تداول الأسهم للمبتدئين

 قد تصاب بالدهشة لمعرفة أنّ استثمارًا بقيمة 10 آلاف دولار في سوق الأسهم S&P500 قبل قرابة الخمسين عامًا أصبحت قيمة أرباحه اليوم حوالي مليون دولار اليوم. وفي هذا إشارة هامّة إلى أنّ تداول الأسهم، إن تمّ القيام به بطريقة صحيحة، هو أكثر السبل فعالية لبناء الثروة على المدى البعيد.

فيما يلي طريقة البدء بتداول الأسهم خطوة بخطوة:

- الخطوة الأولى: حدد نهجك الاستثماري

إنّ أوّل ما يتعيّن عليك التفكير فيه قبل البدء بتداول الأسهم هو تحديد نهجك الاستثماري. بمعنى آخر:

كيف تريد أن تستثمر في الأسهم؟

قد يلجأ البعض إلى شراء الأسهم بشكل فردي وبيعها في حين قد يختار البعض الآخر نهجًا أقلّ نشاطًا.

قبل أن تتخذ قرارك حول طبيعة الاستثمار الذي ستقوم به، حدّد ما ينطبق عليك من العبارات التالية:

  • أنا شخص تحليلي وأستمتع بتحليل الأرقام وإجراء البحوث.
  • أنا أكره الرياضيات ولا أحبّ إجراء الكثير من العمليات الحسابية.
  • أمتلك عدّة ساعات أسبوعيًا يُمكنني تخصيصها لعملية تداول الأسهم.
  • أحب أن أقرأ عن الشركات المختلفة التي يُمكنني الاستثمار فيها، لكن لا أملك أيّ رغبة للغوص في العمليات الحسابية المعقّدة المرتبطة بالاستثمار فيها.
  • أنا موظف مشغول ولا أملك الوقت لأتعلّم كيفية تحليل أسواق الأسهم.


  الخبر الجيّد أنّه وأيًّا كانت العبارات التي تنطبق عليك، فأنت مؤهّل وقادر على دخول عالم تداول الأسهم، الأمر الوحيد الذي سيتغيّر هو الـ "كيف"، بمعنى آخر، طريقة أو كيفية الاستثمار في سوق الأسهم.

فيما يلي ثلاث طرق لذلك:

1- الأسهم الفردية

يمكنك أن تستثمر في الأسهم الفردي في حالة واحدة فقط، ألا وهي: أنّك تمتلك الوقت والرغبة للقيام بالبحث المتعمّق وتقييم وتحليل الأسهم باستمرار.

إن كنت كذلك، فنحن نشجّعك على اتباع النهج الفردي في تداول الأسهم. إنّها طريقة مناسبة تمامًا لمستثمرٍ ذكي يتمتع بمهارات تحليلية وصبر كافٍ، حيث سيتمكّن حتمًا من المضاربة في السوق وتحقيق أرباح مُجزية. لكن، إن لم تكن العمليات الحسابية والتحليلات المعقّدة جذّابة بالنسبة لك، فلا ضير على الإطلاق من اللجوء إلى طريقة أخرى أقلّ نشاطًا.

2- صناديق المؤشرات المتداولة

وهي أسلوب استثماري يتبع مؤشرًا محدّدًا في السوق. مثل مؤشر S&P 500 في الأسواق الأمريكية والذي يتتبّع أكبر 500 شركة استثمارية في الولايات المتحدة الأمريكية حسب قيمتها السوقية. كما يوجد أيضًا أنواع متعدّدة من صناديق المؤشرات المتداولة، فمنها ما يتتبّع أكبر شركات التكنولوجيا، أو أكبر المؤسسات العاملة في قطاع الطاقة أو الصحة أو السياحة...الخ.

إن كنت من أولئك الذين لا يحبّذون الاستثمار بشكل فردي في الأسهم مباشرة، يمكنك اللجوء إلى التداول في صناديق المؤشرات المتداولة حيث أنّ تكلفتها أقلّ ويمكنك البيع والشراء فيها تمامًا كسوق الأسهم.

3- المستشارون الآليون Robo-advisors

وهو خيارٌ انتشر بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث يمثّل المستشار الآلي وسيطًا يقوم باستثمار أموالك نيابة عنك في محفظة من صناديق المؤشرات المناسبة لعمرك ونسبة المخاطرة التي يمكنك تحمّلها وكذلك أهدافك الاستثمارية، وذلك مقابل رسوم محدّدة.

إن كنت ترغب في تداول الأسهم دون إقحام نفسك في دوّامة التحليلات المعقّدة فهذه الطريقة ملائمة لك للغاية.


- الخطوة الثانية: حدد قيمة المبلغ الذي ترغب في استثماره

بداية لنتحدّث عن الأموال التي لا يجدر بك استثمارها في تداول الأسهم. عليك أن تدرك أنّ سوق الأسهم ليس مكانًا لاستثمار الأموال التي قد تحتاجها خلال السنوات الخمس المقبلة.

لماذا؟

حسنًا، على الرغم من أنّ سوق الأسهم يشهد على الدوام ارتفاعًا مؤكّدًا على المدى البعيد لكنّه مع ذلك ينطوي على الكثير من الشكوك والغموض على المدى القصير. حيث أنّ انخفاضًا سنويًا بنسبة 20% ليس أمرًا مستغربًا.

في الواقع وخلال عام 2020 شهد سوق الأسهم انخفاضًا يزيد على 40% نتيجة جائحة كورونا لكنه عاود الارتفاع إلى قيم غير مسبوقة خلال بضعة أشهر فقط.

احرص إذن على عدم استثمار أيّ من الأموال التالية في سوق الأسهم:

  • مدخّراتك الاحتياطية الخاصّة بالطوارئ (وتساوي غالبًا قيمة دخلك الشهري لمدة 6 أشهر كحدّ أدنى).
  • أموال ستحتاجها لدفع رسومك الدراسية أو رسوم أحد أبنائك.
  • أموال تحتفظ بها دفع أقساط معيّنة، أو لتسديد ديون متراكمة عليك بها.

إذن ما هي الأموال التي يمكنك استثمارها؟ وما هي قيمتها؟

ببساطة هي المبالغ المالية التي لن تحتاج إليها على الأرجح خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يُطلق عليه "توزيع الأصول" أو الـ asset allocation باللغة الإنجليزية.

أمّا عن قيمة المبلغ الذي يمكنك استثماره فهي تعتمد على عوامل كثيرة. منها العمر ومدى استعدادك لتحمّل المخاطرة.

تقول القاعدة العامة بأنّه كلّما تقدّمت في السنّ أصبح تداول الأسهم خيارًا أقلّ ملائمة لتضع أموالك فيه. حينما تكون في بداية شبابك فأنت تمتلك أمامك سنوات وعقودًا تستطيع فيها تحمّل الخسارة والوقوف على قدميك من جديد، لكنّ الأمر ذاته لا ينطبق في حال كنت متقاعدًا تعتمد اعتمادًا تامّا على عوائد استثمارك.

إليك قاعدة بسيطة تساعدك على تحديد قيمة المبلغ الذي يجب عليك استثماره:

حدّد عمرك ثمّ اطرحه من الرقم 110. الرقم الذي ستحصل عليه هو نسبة ما يجب عليك استثماره في سوق الأسهم من أموالك المخصصة للاستثمار (التي لن تحتاج إليها خلال السنوات الخمس المقبلة).

فلو كان عمرك 30 سنة مثلاً فإنّ:

110 - 30 = 80

إذن يجب أن تكون نسبة 80% من أموالك المخصصة للاستثمار مستخدمة في سوق الأسهم.

يمكنك بالطبع تعديل هذه النسبة بالزيادة والنقصان حسب درجة استعدادك للمخاطرة، فإن كنت لا ترغب في المخاطرة كثيرًا يمكنك تقليل هذه النسبة، وفي حال كنت مندفعًا لا تخشى الخسارة، فتستطيعُ في هذه الحالة رفع النسبة إلى 90% أو أكثر.


- الخطوة الثالثة: افتح حساب خاص بالتداول

جميع النصائح السابقة تظلّ بلا معنى ما لم يكن لديك حساب استثماري خاصّ يتيح لك شراء الأسهم وبيعها.

تُعرف هذه الحسابات أيضًا بحسابات الوساطة ومن أمثلتها:

  • شركة  Q8 Trade.
  • شركة  XTB.
  • TD Ameritrade.

بالإضافة إلى العديد من شركات الوساطة الأخرى حول العالم. حيث يمكنك فتح حساب تداول خاصّ بك في إحدى هذه المنصّات بكلّ سهولة وتغذيته بالمبالغ المالية المناسبة سواءً عن طريق الشيكات أو الحوالات البنكية.

هناك عدد من الأمور التي يتعيّن عليك أخذها بعين الاعتبار قبل اختيار شركة الوساطة المناسبة لك:

1- نوع الحساب

حدّد بداية نوع حساب الوساطة الذي تحتاجه حيث يمكنك الاختيار بين هذين النوعين شائعي الانتشار:

  • حساب وساطة قياسي  Standard Brokerage Account
  • حساب تقاعد شخصي Individual Retirement Account أو IRA اختصارًا.

يُتيح لك كلا الحسابين التداول بالأسهم أو صناديق المؤشرات المتداولة لكن الاختلاف بينهما يكمن في مدى سهولة الوصول إلى أموالك والسبب وراء استثمارك في الأسهم في المقام الأول.

في حال كنت ترغب في تداول الأسهم للحصول على أرباح يمكنك سحبها وقت الحاجة فخيارُك الأفضل هنا هو الحساب القياسي، أمّا في كان هدفك هو الاستثمار بغرض الادخّار للتقاعد فإنّ حساب IRA سيكون خيارًا رائعًا، لكن عيبه الوحيد هو صعوبة سحب أموالك قبل أن تبلغ سنًا معيّنة.


2- الخدمات والمميزات المقدمة

تختلف الخدمات التي تقدّمها شركات الوساطة من شركة إلى أخرى، فبعضُها يقدّم أدوات ومصادر تعليمية داعمة، أو إمكانية الوصول إلى بحث الاستثمارات وغيرها من المميزات الموجّهة خصيصًا للمستثمرين الجدد، كما أنّ بعضها قد يُتيح لك التداول في الأسهم الأجنبية أو قد يكون لها مكاتب حقيقية في بلدك ممّا يتيح لك الحصول على استشارة مالية وجهًا لوجه مع أحد خبراء الاستثمار.

ليس هذا وحسب، فبعضُ منصّات الوساطة قد تكون أسهل للاستخدام من غيرها، وبعضها قد يتيح لك القيام بعملية تداول تجريبية في البداية قبل أن تلتزم ماليًا بالتداول، وهو أمرٌ موصى به عند البحث عن منصّات للوساطة.

- الخطوة الرابعة: اختر أسهمك

الآن وبعد أن أجبت عن الأسئلة حول النهج الذي تفضّله في التداول والمبلغ المالي الذي ترغب في استثماره. وبعد أن اخترت المنصّة الوسيطة التي ستبدأ بالتداول عن طريقها وأنشأت حسابك الخاصّ حان الوقت لتبدأ بشراء أسهم حقيقية ثمّ الانطلاق في عملية التداول.

من الصعب بلا شكّ أن نتطرّق لكلّ ما يتعلّق بشراء الأسهم في بضع فقرات قصيرة، لكن يمكننا تلخيص أهمّ الملاحظات والنصائح التي يتعيّن عليك أخذها بعين الاعتبار فيما يلي:

  • احرص على تنويع ملفك من الشركات والأسهم التي تشتريها.
  • استثمر فقط في الأعمال التي تفهمها حقًا.
  • تجنّب الأسهم عالية التقلّب حتى تتعلّم جيدًا أصول تداول الأسهم واستثمارها.
  • حاول قدر الإمكان تجنّب الأسهم الصغيرة الرخيصة أو الـ Penny Stocks لأنّ نسبة الاحتيال والنصب فيها عالية جدًا.
  • تعلّم المقاييس والمعايير الأساسية لتقييم الأسهم.


- الخطوة الخامسة: استمر في الاستثمار

وهو أحد أسرار الاستثمار التي نصح بها المستثمر الشهير وارن بافيت. الطريقة الأمثل لتحقيق الأرباح من تداول الأسهم هي بالاستمرار في الاستثمار بذكاء.

ليس عليك القيام باستثمارات هائلة لتحقّق نتائج مذهلة، فكلّ ما عليك فعله هو شراء حصص (أسهم) في أعمال تجارية كبيرة وموثوقة والتمسّك بهذه الحصص ما دامت هذه الأعمال تحقق النجاح (أو حتى تحتاج إلى سحب أموالك من السوق).

إن فعلت ذلك فقد تواجه بعض التقلّبات بلا شكّ لكنك ستجني عوائد استثمار مجزية للغاية وستكون راضيًا حتمًا بالنتيجة.

وهكذا تكون قد امتلكت فكرة عامة حول طريقة تداول الأسهم للمبتدئين، وأصبح بإمكانك البدء بالاستثمار في هذا المجال.

لكنك تحتاج بالطبع إلى اكتساب المزيد من المعرفة حول الأمر والاطّلاع على المزيد من المعلومات، مثل طريقة الاستثمار عبر منصّة محدّدة أو كيفية قراءة السوق وتحليل مؤشّراته...الخ.

حتى تفعل ذلك يمكنك على الدوام اللجوء إلى الدورات المجانية عبر الإنترنت، أو زيارة المواقع الرسمية الموثوقة لمختلف منصّات الوساطة، حيث تقدّم كلّ منها شرحًا وافيًا حول كيفية التداول فيها.
تستطيع بعدها إجراء مقارنات بين المنصّات المختلفة ثمّ اتخاذ القرار بشأن أنسبها لك.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة