U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

مِن "البْرِيوَات" إِلى "سْنَاب شَات".. وزارة التربية الوطنية في قلب عاصفة من الانتقادات

 


  بعد ضجّة "البغرير" و"البريوات" التي رافقت ورود بعض المصطلحات بالعامية المغربية ضمن مقررات دراسية بالسلك الابتدائي في 2018؛ وَجدتْ وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي نفسها في قلب عاصفة من الانتقادات، والسبب تضمّن مادة التربية الفنية للسنة الخامسة ابتدائي تطبيقي "سناب شات" و"أنستغرام".

هذا المستجد التربوي المتضمَّن في "المنير في التربية الفنية" تفاعلت معه أطر تربوية من أساتذة وغيرهم من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مسلطين الضوء على هذا الموضوع من أجل محاولة فهم الرسالة التي تودّ الوزارة إيصالها إلى تلاميذ في عمر الزهور.

وتضمن الكتاب في الصفحات الـ57 والـ58 والـ62 صورا لأطفال يلتقطون صورا لهم باستعمال تطبيق "سناب شات"، وهو ما أثار حفيظة نساء ورجال التعليم، وربما حتى أولياء الأمور الذين يحثّون أطفالهم على الابتعاد عن مثل هذه التطبيقات والتركيز على تحصيلهم الدراسي، نظرا إلى المخاطر الممكن أن تنتج عن الإدمان على هذه التطبيقات، وسط مطالب بسحب هذا المقرر من المكتبات وعدم العمل به في الموسم الدراسي الحالي.

وفي هذا الصدد، أفاد عبد الوهاب السحيمي، فاعل تربوي، أن "القائمين على إعداد المقررات التربوية يخلقون كل عام ضجة لإلهاء الرأي العام لوقت محدد"، مشيرا إلى أن "ما تضمه مقرر التربية الفنية غير مقبول"، متسائلا: "هل الوزارة الوصية لها سلطة مراقبة القائمين على إعداد الكتب المدرسية الموجهة إلى التلاميذ أم لا؟".

وزاد السحيمي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "المنظمات والهيئات التي تُعنى بالطفولة تحذر من استعمال الهواتف والأجهزة الإلكترونية الذكية من قبل الأطفال في سن مبكرة"، مشددا على "أننا نحن الأساتذة نمنع استعمال الهواتف في المؤسسات التعليمية بقوة القانون، وندعوهم إلى تقليل استعمال الهواتف حتى داخل منازلهم من أجل التفرغ للدراسة".

الفاعل التربوي نفسه تأسف "لكون الأساتذة يوصون التلاميذ بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية بتطبيقاتها، وفي الوقت ذاته يخرج إلى العلن مقرر يتضمن "سناب شات" و"أنستغرام"؛ وهذه دعوة ضمنية إلى التلاميذ بغية التوجه إلى هذه التطبيقات الخطيرة".

وتكمن خطورة هذه التطبيقات والأجهزة الإلكترونية، وفق السحيمي، "في إضعاف البصر بفعل أشعة شاشات الأجهزة الذكية، ناهيك عن أن هذه التطبيقات تسهم في تعطيل أذهان المتعلمين وتقليل تركيزهم وغيرها من المخاطر".

من جهته، قال أحد الأساتذة، تفاعلا مع الموضوع، إنه "من المعروف والبديهي والمبتذل أن الكتاب المدرسي ليس واجهة تجارية؛ إذ لا يمكن أن نضع فيه علامة تجارية دون أخرى".

وأردف المصدر نفسه، في تدوينه له على "فيسبوك"، بالقول: "إذا أردنا أن نضع صورة مسحوق تصبين في الكتاب المدرسي، فلا يجب أن تشبه الصورة أي منتوج في السوق، سواء من حيث الشكل أو اللون".

الأستاذ عينه يرى أنه "بما أن الإشهار في هذا الكتاب المدرسي مباشر، لأنه يضع صورة للعلامة التجارية "سناب شات" و"إنستغرام"، بل ويشير إليها بالاسم، فمن حقنا أن نتساءل عن المقابل المادي الذي حصلت عليه الوزارة/ أو لجنة التأليف/ أو مديرية المناهج من أجل إدراج هذا الإشهار".

كما أضاف أنه "يحق لنا أخلاقيا أن نتساءل عن الأثر النفسي الذي يمكن أن يخلفه هذا الإشهار في وجه الطفل (الهش) في مواجهة أسرته التي تحاول، مثلا، إبعاده عن هذه التطبيقات".

 

وتساءل الأستاذ المذكور، في ختام تدوينته، "عن الحد الأدنى من المهنية الذي تتصف به لجنة تأليف مكونة من مفتش تربوي ممتاز ومفتش وأستاذ المادة، وكذلك التساؤل عينه يُطرح بخصوص لجنة المصادقة".

أخبارنا المغربية

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة