U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

مؤسسة محمد السادس: هذه أسباب عدم استفادة أساتذة من مراكز الاصطياف

 


  تفاجأ عدد من نساء ورجال التعليم، منذ بداية عطلة الصيف، بعدم إمكانية استفادتهم من الإيواء داخل مراكز الاصطياف والمنتجعات التابعة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، رغم أن هذه المركبات أنشئت خصيصا لهم، لكنها تفتح في وجه أشخاص آخرين لا علاقة لهم بقطاع التعليم، بحسب شهادات بعض الأساتذة المعنيين.

واطلعت هسبريس على شكايات في مجموعات خاصة بنساء ورجال التعليم على مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن عددا منهم لم يتمكنوا من الاستفادة من الإقامة في مراكز الاصطياف لقضاء أيام من العطلة الصيفية، خاصة مركز مراكش، بينما قال أستاذ تحدث إلى هسبريس إن الولوج إلى هذه المراكز “أصبح من سابع المستحيلات”.

ويفسّر الأساتذة المشتكون من عدم الاستفادة من مراكز الاصطياف التابعة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، سواء في ما يتعلق بحجز الشقق أو الغرف، بكونها تفتح في وجه أشخاص آخرين لا علاقة لهم بقطاع التعليم، في حين إن القطاعات الأخرى تجعل الاستفادة من مراكزها الصيفية حصرا على موظفيها.

ويتداول نساء ورجال التعليم شهادة أستاذ نشرها في صفحته على “فيسبوك” يقول فيها إنه حاول مرارا أن يحجز شقة أو غرفة في منتجع “زفير” بمراكش، التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، غير أنه أُخبر بأن جميع الشقق والغرف محجوزة، وليتأكد من ذلك طلب من ابنه المقيم في فرنسا أن يحاول الحجز في المنتجع نفسه، فقُبل طلبه.

إدارة المنتجع المذكور أصدرت بلاغا كذبت فيه ما ورد في منشور الأستاذ المعني، غير أن هذا الأخير عاد لينشر منشورا جديدا قال فيه إنه عاد، بعد الضجة التي أثارها منشوره، ليبحث عن شقة أو غرفة عبر الموقع الإلكتروني للمنتجع المذكور، فوجد فعلا أن هناك شققا وغرفا متاحة للحجز خلال شهري يوليوز وغشت، معتبرا أن هذا “يطرح عدة تساؤلات”.

وكوسيلة احتجاج وضغط، يقوم عدد من الأساتذة بتوقيع رسالة موجهة إلى مدير مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، وإلى وزير التربية الوطنية، والكتاب العامين للنقابات التعليمية، يحتجون فيها على “طريقة استغلال وتسيير منتجعات الاصطياف التي أنشئت لفائدة أسرة التعليم، والتي تفتح في وجه الغرباء وتحرم الشغيلة التعليمية وأُسَرُها من الاستفادة منها بدعوى عدم شغورها”.

البقالي: نشتغل بمنتهى الشفافية

في المقابل، نفى يوسف البقالي، رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، صحة الاتهامات الموجهة إلى المؤسسة من طرف بعض الأساتذة الذين زعموا أنهم حرموا من الاستفادة من المراكز الصيفية التابعة لها، مؤكدا أن هذه العملية “تتم في منتهى الشفافية”.

وقال البقالي في تصريح لهسبريس: “ما يؤسف له هو التشكيك في مصداقية مؤسسة عمومية قدمت خدمات كثيرة لنساء ورجال التعليم”، نافيا ما تمّ الترويج له من طرف عدد من الأساتذة بخصوص تفويت المنتجعات السياحية للخواص، وفتح إمكانية الاستفادة منها لغير المنتسبين إلى التعليم خلال العطل المدرسية.

وقال في هذا الصدد إنّ الاتهامات الموجهة إلى مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بحرمان نساء ورجال التعليم من الاستفادة من المراكز الصيفية مقابل تمكين وافدين من قطاعات أخرى كالقضاة والمحامين من الاستفادة منها، “تفنّدها المعطيات والأرقام الحقيقية التي نتوفر عليها”.

وبحسب المعطيات التي قدمها البقالي، فإن إجمالي عدد المستفيدين من المنتجع الصيفي بالجديدة “زفير مازاغان”، منذ افتتاحه يوم 10 أبريل الماضي، بلغ 3739 مستفيدا، 98 في المئة منهم هم من نساء ورجال التعليم المنخرطين في مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، بينما لم يتعد عدد غير المنخرطين 126 مستفيدا، أي بنسبة 2 في المئة فقط.

وأوضح البقالي أنّ أغلب غير المنخرطين المستفيدين من منتجع “زفير مازاغان” حجزوا به قبل شهر يوليوز، أي قبل بداية العطلة الصيفية لنساء ورجال التعليم، بينما المستفيدون خلال فترة العطلة الصيفية في شهري يوليوز وغشت المقبلين هم من المنخرطين في مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بنسبة مئة في المئة.

وحسب الإفادات التي قدمها البقالي، فإنّ الحجوزات بمنتجع “زفير مازاغان” خلال شهري يوليوز وغشت بلغت 3019 حجزا عن كل شهر، بنسبة ملء 100 في المئة من الطاقة الاستيعابية للمنتجع.

وبخصوص مركز “زفير مراكش”، الذي أثار ضجّة كبيرة بعد نشر أستاذ تدوينة على صفحته في “فيسبوك”، سحبها لاحقا، قال فيها إنه تقدم للحجز فأُخبر من طرف إدارة المركز بأن جميع الشقق والغرف محجوزة في شهري يوليوز وغشت وأنه كلّف ابنه المقيم في فرنسا بالحجز في المركز نفسه وتأتّى له ذلك، قال البقالي إن ما راج حول منتجع مراكش “عار من الصحة”.

وأوضح أنّ سبب هذه الضجة هو العدد الهائل لطلبات الاستفادة من مراكز الاصطياف خلال ذروة العطلة الصيفية، مقابل محدودية الطاقة الاستيعابية للمراكز المتوفرة، موضحا أن عدد الشقق الموجودة في مركز “زفير مراكش” لا يتعدى 125 شقة، بينما يزيد عدد المنخرطين في مؤسسة الأعمال الاجتماعية على 435 ألف منخرط من نساء ورجال التعليم.

وبحسب المعطيات التي قدمها البقالي، فقد بلغ عدد الوافدين على منتجع “زفير مراكش” منذ افتتاحه سنة 2018 ما مجموعه 13500 مستفيد، منهم 900 فقط من غير المنخرطين في مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، مشددا على أن المراكز تخصص لنساء ورجال التعليم فقط خلال العطلة الصيفية.

وأفاد المسؤول ذاته بأن النظام الذي وضعته المؤسسة المذكورة من أجل الاستفادة من مراكز الاصطياف، وأحاطت به علما منخرطيها عبر بلاغ، يقضي بإعطاء الأولوية لمن يحجز أوّلا.

واستطرد البقالي في هذا السياق قائلا: “هناك من يقول إن أشخاصا غير منخرطين في مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين يستفيدون من مراكز الاصطياف التابعة للمؤسسة، وهذا كلام لا أساس له من الصحة”.

وأبرز المسؤول ذاته أن الأولوية تعطى لنساء ورجال التعليم، وأنّ عملية الاستفادة تتم “بشفافية تامة عبر منصة إلكترونية”، مشيرا إلى أن غير المنخرطين لا تفتح لهم أبواب مراكز الاصطياف التابعة للمؤسسة إلا خارج فترات العطل المدرسية، ويدفعون مقابلا مضاعفا مرتين أو ثلاث مرات، من أجل توفير ميزانية لتسيير والحفاظ على جودة خدمات المراكز.

وتستعد مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين لتوسيع الطاقة الاستيعابية لمنتجعاتها، وذلك بإنشاء منتجعات جديدة، حيث ينتظر أن تفتتح خلال السنة الجارية منتجعا جديدا بمدينة إفران، وآخر بأكادير، إضافة إلى اقتناء مركزين آخرين في كل من مراكش ومرتيل، وسيصل عدد المراكز التي ستنشئها المؤسسة خلال السنوات العشر المقبلة إلى عشرة مراكز.

وعلى الرغم من توسيع الطاقة الاستيعابية للمراكز الصيفية، قال البقالي: “نحن نعرف أنه لا يمكن تلبية جميع الطلبات في فترة العطلة الصيفية، نظرا للعدد الكبير من المنخرطين”، كما أكد استحالة “منح المستفيدين حجزا بأكثر من أربعة أيام، وذلك من أجل فسح المجال لأكبر عدد ممكن من المنخرطين للاستفادة”.

وختم المتحدث بالتشديد على أن “المؤسسة أدت الكثير من الخدمات لنساء ورجال التعليم بمنتهى الشفافية، ومن المؤسف أن يضرب كل هذا العمل عرض الحائط”، موردا: “واشْ حْنا غنْلعْبو بْمِصْداقية المؤسسة”.

هسبريس

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة