ترأس السيد سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة بفاس يوم الثلاثاء 23 فبراير 2021 أشغال اللقاء الوطني لإعطاء الانطلاقة الرسمية للتكوينات لفائدة الأطر الإدراية والتربوية في إطار نموذج ثانوية التحدي.
وعبر السيد الوزير في كلمته التأطيرية خلال اللقاء عن تشرفه بإعطاء انطلاقة هذه التكوينات في إطار نموذج ثانوية التحدي لفائدة 6000 إطار تربوي وإداري كدفعة أولى تابعين للأكاديميات الجهوية للتربية التكوين بجهات فاس مكناس وطنجة تطوان الحسيمة ومراكش آسفي المستفيدة من مشروع التعليم الثانوي.
وأوضح السيد الوزير أن المرحلة التي نشرف عليها اليوم هي فرصة مواتية لتأكيد سداد الرؤية التي يحملها نموذج ثانوية التحدي واختيار مشروع المؤسسة المندمج كآلية وإطار منهجي لتفعيله كما تعتبر فرصة لاختبار هذا النموذج في مواجهة الاكراهات والحاجات الحقيقية للممارسة الميدانية للفئات المستفيدة من التكوين في الثانويات المحتضنة من قبل هذا المشروع في الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الثلاث ذلك أن مشروع المؤسسة المندمج يعتبر إطارا عمليا لحكامة المؤسسات التعليمية يستشرف من خلاله الفاعلون التربويون تصميم خطة لتجويد التعلمات والارتقاء بالمشاريع الشخصية للمتعلمين من خلال إبداع حلول متفردة في سياقهم المحلي الأمر الذي يسهم لا محالة في ترسيخ ثقافة التجديد التربوي واستحضارها بوصفها بعدا أساسيا للجودة في الممارسات الصفية والأنشطة المندمجة.
وأعرب السيد الوزير عن شكره للسيدات والسادة الفاعلين على إنجاز هذه المحطة التواصلية الهادفة إلى التحسيس بأهمية المشروع وتملكه وتقاسم أبعاده ونتائجه والوقوف على الأدوار الطلائعية التي يمكن لمختلف الفاعلين القيام بها للارتقاء بالعرض التكويني والتربوي.
كما وجه السيد سعيد أمزازي عبارات الشكر والتقدير لوكالة تحدي الألفية على المجهودات المبدولةمن أجل إرساء برنامج وطني هام وواعد بالنسبة لمنظومة التربية المغربية معتبرا إياه طموح نبيل لن يتأتى إلا بتعزيز قدرات الفاعلين التربويين والاداريين عن طريق تكوينات تتيح لهم فرصا متجددة للتنمية المهنية وتستجيب لانتظاراتهم وحاجياتهم الفردية.
واعتبر السيد الوزير أن بهذه الشراكة المتميزة مع الحكومة الأمريكية وفي ظل المساهمة الطيبة لحساب تحدي الألفية المغرب يحق لنا التطلع لمستقبل واعد للمدرسة المغربية مدرسة مفعمة بقيم المساواة والانصاف والانفتاح والجودة موجها الامتنان إلى مختلف المتدخلين في بلورة هندسة متقنة للتكوين المستمر لما أبانوا عنه من التزام وانخراط في جميع مراحل الاعداد ومنها 26 مجزوءة للتكوين موزعة على ثلاث مجالات أساسية وهي البيداغوجية والديداكتيكية والتدبير والقيادة والمجزوءات العرضانية.
و ذكر السيد الوزير أن هذا اللقاء يأتي في سياق يتميز بالدينامية التي يعرفها المشهد التربوي والمتمثلة في أجرأة حافظة المشاريع المتعلقة بإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي تنفيذا لمقتضيات القانون الإطار 51-17 و بالاخص المشروع التاسع المتعلق بتجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية الذي يؤسس لتحول نوعي في مسار منظومة التربية والتكوين والتكوين الأساس والتكوين المستمر ويشكل منعطفا تاريخيا حاسما في تفعيل الإصلاح العميق للمؤسسات التعليمية متمنيا التوفيق والسداد للجميع في أعمالهم لما فيه خير ناشئتنا ووطننا العزيز لنكون جميعا في مستوى الآمال التي يعلقها المجتمع المغربي على مدرسته الجديدة وتكون في مستوى طموحات بلدنا تحت القيادة الرشيدة والتوجيهات المنيرة لصاحب الجلالة نصره الله وأيده.
من جهتها تقدمت السيد المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية المغرب بالشكر الجزيل للسيد الوزير على ترأسه لهذا اللقاء الهام لإعطاء الانطلاقة الرسمية لتنزيل التكوينات لفائدة الأطر الإدراية والتربوية بالجهات الثلاث المستفيدة من مشروع التعليم الثانوي والذي يعد أحد المشاريع المهيكلة المندرجة ضمن تنزيل الميثاق الثاني للتعاون بين الحكومتين المغربية والأمريكية ممثلة في وكالة تحدي الألفية كما وجهت الشكر لكل الأطر العاملة بوزارة التربية الوطنية وعلى رأسها السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية والمديرات والمديرين المركزيين ومديري الاكاديميات الجهوية ومديري المراكز الجهوية للتكوين وباقي الشركاء الذين لم يدخرو أي جهد من أجل إعطاء هذا الشق المتعلق بالتكوينات كل ما يستحقه من العناية اللازمة والانخراط والالتزام وقيادة المقاربة التشاركية والحكامة الجيدة.
أما السيد محسن الزواق مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس فقد اعتبر أن ترأس السيد الوزير لهذا اللقاء وإشرافه شخصيا على هذه العملية الهامة دليل على الأهمية القصوى التي يحظى بها مكون التكوين في تنزيل هذا النموذج في تناغم وانسجام تامين مع الاستراتيجية الوطنية للتكوين المستمر والهندسة العامة للتكوين الأساس وكذا المشاريع المندمجة المنبثقة من القانون الاطار لمنظومة التربية والتكوين لإصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا.
وأكد السيد محسن الزواق أن الاكاديمية الجهوية فاس مكناس مع أكاديميات جهات طنجة تطوان الحسيمة ومراكش آسفي ساهمت في كل عمليات التعبئة والتأطير والتجريب وعمل الفريق الجهوي لفاس مكناس بتأطير من المديريات المركزية المتدخلة في المشروع وبتنسيق تام مع أطر وكالة تحدي الالفية ومكتب الدراسات على تحقيق الأهداف المسطرة في مكون التكوين لمشروع نموذج ثانوية التحدي مع مراعاة عنصري الجودة والفعالية وهكذا من المتوقع أن يستفيذ في هذا المخطط التكويني على مستوى جهة فاس مكناس 1879 مسفيدة ومستفيد منهم 1056 إطار تربوي ينتمون ل128 ثانوية و179 إطار إدراي تابع لنموذج ثانويات التحدي و517 إطار إداري تابع للمديريات الإقليمية المعنية إضافة إلى 194 إطار تابع للأكاديمية.
وتجدر الإشارة أن مخطط التكوين يستهدف 6.000 إطار تربوي وإداري، تابعين للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لجهات فاس-مكناس وطنجة-تطوان-الحسيمة ومراكش-آسفي، المستفيدة من مشروع "التعليم الثانوي"، في أفق تعميمه من طرف الوزارة على باقي الأطر التربوية والإدارية بجميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين عبر التراب الوطني وذلك تنزيلا للمشاريع الاستراتيجية لتفعيل أحكام القانون الإطار 51-17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وخاصة المشروع رقم 9 الخاص بتجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية.
وتأتي بلورة هذا المخطط الخاص بالتكوين، الذي ستستفيد منه الأطر المعنية "حضوريا " و"عن بعد"، في انسجام مع التوجهات الاستراتيجية لقطاع التربية الوطنية في مجال التكوين المستمر، وبشراكة مع المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب / الوحدة المركزية لتكوين الأطر، والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين المعنية.
ويندرج في إطار تنزيل نموذج" ثانوية التحدي"، كمكون رئيسي لمشروع "التعليم الثانوي" المندرج في إطار برنامج التعاون "الميثاق الثاني" الذي رصد له غلاف مالي يناهز 450 مليون دولار من تمويل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، والذي عهد بتنفيذه إلى وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.
ويهدف إلى تعزيز قدرات ومهارات الأطر التربوية والإدارية على مستوى مؤسسات التعليم الثانوي، والمديريات الإقليمية، والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين المعنية، وكذا على المستوى المركزي. ومن شأنه أن يمكن الفاعلين التربويين والإداريين من تيسير تكوينهم الذاتي وعن بعد، عبر منصة التعلم عن بعد الخاصة بقطاع التربية الوطنية (e-takwine)، حيث تم تصميم تطبيق معلوماتي لتدبيره وضمان تنظيمه على مختلف المستويات.
ويتمحور هذا المخطط، الذي سيشرف على تأطير دوراته 480 مكونا تم اختيارهم على المستوى الجهوي وفق معايير دقيقة بعد الإعلان عن فتح باب الترشيحات من طرف قطاع التربية الوطنية، حول 26 مجزوءة للتكوين، موزعة على ثلاثة مجالات أساسية، وهي البيداغوجيا والديداكتيك، والتدبير والقيادة ومجال المجزوءات العرضانية.
وتجدر الإشارة أيضا إلى أن مؤسسات التعليم الثانوي المستفيدة من تنزيل هذا النموذج تحظى بدعم مندمج يتجسد في تعزيز استقلاليتها الإدارية والمالية، وكذا تشجيعها على اعتماد منهاج تربوي يتمحور حول التلميذ، فضلا عن تحسين المحيط المادي للتعلمات، وذلك من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية لهذه المؤسسات التعليمية وتجهيزها بالمعدات المعلوماتية والديداكتيكية الضرورية للابتكار البيداغوجي.
إرسال تعليق