U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

اكتساح "نون النسوة" للناجحين في "مباراة التعاقد" يثير جدلا تربويا

 


مُسترعيا انتباه متتبعي الشأن التربوي بالمغرب، لم يمر الإعلان عن أسماء الناجحين في مباريات "أطر الأكاديميات" دون أن يفتح سجال التفوق بين "الإناث والذكور"؛ فقد اكتسحت نون النسوة نسبة النجاح بـ83 في المائة، مقابل 17 في المائة فقط للذكور، وهو ما اعتبره البعض بحثا عن كسر شوكة "تنسيقية المتعاقدين".

هذه القراءة، ترى فيها فاعلات نسويات استمرارا لفكرة الذكورية والاستهانة بقدرات المرأة، لكنهن لا يعارضن فتح نقاش حول إمكانية حصول تزوير، خصوصا أمام ارتفاع النسبة، وانتشار قراءات تفيد اعتقاد الوزارة بأن المرأة مصنفة مع من لا يهتمون بالاحتجاج، معتبرة ذلك خاطئا، والدليل يقرأ من الميدان.

سؤال ثانوي

خديجة الرياضي، فاعلة نسائية رئيسة سابقة للجمعية المغربية لحقوق الانسان، قالت إن "السؤال الحقيقي هو: هل تم التزوير؟ هذا هو ما يجب البحث ضمنه"، مضيفة أن "من نجح لا يهم، التزوير هو الجريمة في هذا الباب، أما التفاصيل فهي ثانوية"، معتبرة القفز على هذا السؤال لمهاجمة جنس معين، نوعا من الذكورية.

وأوضحت الرياضي، في تصريح لهسبريس، أن طرح هذه المقاربة التي تتحدث عن كسر الاحتجاجات ثانوية أمام سؤال التزوير، مسجلة أن "الدولة قد تعتقد بهذا فعلا، لكن قياس الميدان يكشف التحاق النساء بكافة مواقع التنديد والاضراب، في جميع المجالات، وذلك رغم عراقيل النظرة الذكورية والاستهزائية".

وطالبت الرئيسة السابقة لأكبر هيئة حقوقية مغربية بالعودة عاجلا للسؤال الأول، والبحث مليا في مسألة التزوير، مشددة على أن "النساء حاضرات بقوة داخل ميادين الاحتجاج، ولا يمكن القفز على هذا المعطى"، وزادت أن "التدخل في النتائج دائما هو الفكرة التي تطرح كل موسم، وليس من نجح".

أمر غير عادي

عبد الوهاب السحيمي، منسق احتجاجات الأساتذة حاملي الشهادات، قال: "لا جدال هنا بشأن عمل المرأة، بل المطلوب هو التمييز الإيجابي لفائدتها"، مقرا بالتوفق الملموس للإناث على الذكور في كافة المستويات الدراسية، والبداية من الابتدائي مرورا بالباكالوريا، ثم الجامعات المغربية.

لكن نسبة 83 في المائة، ووفق السحيمي، "مرتفعة جدا وتثير الشكوك بشأن نوايا الوزارة"، معتبرا الأمر محاولة لضرب احتجاجات الأساتذة المتعاقدين؛ "فالوزارة تعتقد أن التأنيث سيكسر الشوكة، خصوصا على المستوى التنظيمي، فنحن بدورنا نعاني جراء رفض الأستاذات الالتحاق بتنظيم ندوات واحتجاجات لأسباب متداخلة"، وفق المتحدث.

وأضاف الفاعل النقابي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الوزارة أقصت العديد من الأساتذة بسبب ميولهم السياسية، وهذا ملف مطروح للنقاش أمام سعيد أمزازي، مستغربا التحول السوسيولوجي الكبير الذي وسم المجتمع المغربي"، متسائلا: "هل في ظرف أشهر ستقفز النسبة من 55 في المائة إلى ما يقرب من 90 في المائة، أي الأغلبية الساحقة؟"

وأشار السحيمي إلى أن الوضع بالنسبة إليه غير عادي، والبداية كانت برفع سن التوظيف بالعقدة إلى 50 سنة، معتبرا أن "هذا لا يعني سوى الاستثمار في من تعب ولا رغبة له في خوض معركة كبرى ترتبط بالإدماج"، مؤكدا أن "هذا لا يعني رفض توظيف النساء، بل على العكس قياس لنوايا الوزارة الوصية".

هسبريس

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة