U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

آمال أمزازي في نجاح التعلم الذاتي تتكسر على واقع هشاشة الأسَر

 


صباح يوم 7 شتنبر، وبعد ساعات قليلة من انطلاق الدخول المدرسي 2020-2021، وجّه وزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، رسالة إلى التلميذات والتلاميذ، حثّهم فيها على متابعة دراستهم "بكل جد ومثابرة"، و"الانخراط التام في دروس التعلّم الذاتي".

ولجأت وزارة التربية الوطنية إلى التعلم الذاتي كوسيلة لربط الصلة بين التلميذ والمقرر الدراسي، بعد اعتماد نظام التفويج، أي تقسيم تلاميذ كل فصل إلى فوجيْن، يدرس أحدهما لمدة خمس ساعات في اليوم، وفي اليوم الموالي يدرس الفوج الثاني.

الوزير أمزازي ربط نجاح التعلم الذاتي، الذي يتمّ من خلال متابعة التلميذ للدروس التي تُبثّ على أربع قنوات تلفزية، ومنصة "تلميذ تيس"، بـ"انخراط جميع الأطراف"؛ لكن فاعلين تربويين يروْن أن هناك عوائق قاهرة أخرى تجعل هذا النمط الدراسي غير فعّال، حتى لو وُجدت رغبة الانخراط لدى التلاميذ وأوليائهم.

"ما يقوله الوزير لا وجود له على أرض الواقع.. مازال هناك ارتباك في الدخول المدرسي، فنسبة كبيرة من التلاميذ لم يحصلوا بعد على الكتب، ومنهم تلاميذي"، يقول عبد الوهاب السحيمي، أستاذ التعليم الابتدائي بالمديرية الإقليمية الصخيرات.

وتعوّل وزارة التربية الوطنية على التعلم الذاتي لإبقاء الصلة بين التلميذ والمدرسة خلال الأيام التي لا يذهب فيها إليها، لكن أغلبية التلاميذ "لا يشاهدون الدروس التي تُبث على التلفاز، لأن آباءهم وأمهاتهم يعملون ولا وقت لديهم لمواكبتهم، وهناك نسبة كبيرة من الأمهات والآباء أميون"، حسب السحيمي، في تصريح لهسبريس.

ويردف المتحدث ذاته بأن "هناك عائقا آخر يُفقد التعلم الذاتي جدواه، يتعلق بغياب الإمكانيات المادية لدى شريحة واسعة من الأسر"، وزاد موضحا: "هناك مَن لا يتوفر على حاسوب أو لوح إلكتروني أو حتى هاتف ذكي، ويتوفر على جهاز تلفاز واحد فقط في البيت، ولديه ثلاثة أو أربعة أبناء يدرسون في مستويات مختلفة، فكيف سيستفيدون من التعلم الذاتي؟".

العوائق التي سردها السحيمي تبرز حدتها بشكل أكبر في العالم القروي. ويؤكّد ذلك موحا، وهو فاعل جمعوي في أربعاء آيت أوقبلي، نواحي مدينة أزيلال بقوله: "كاينين بلايص فالجبل الناس ما عندهم لا تلفزة لا ضوّ (الكهرباء)".

وفي المنطقة التي يعيش فيها موحا توجد مدرسة ابتدائية كان يدرّس بها ثلاثة أساتذة.."لكن هذه السنة حيّدو لينا أستاذ وخلّاو جوج"، يقول المتحدث، مضيفا أن التلاميذ لا يستفيدون من التعلم الذاتي، "حيت ما عرفناش كاع واش بادي ولا لا"، وفق تعبيره.

ويعتقد عبد الوهاب السحيمي أن التعليم الذاتي لم يكن خيارا مدروسا قبل اعتماده، وأن وزارة التربية الوطنية لجأت إليه "فقط لأنها وجدت نفسها في ورطة بعدما اختارت أغلب أسر التلاميذ التعليم الحضوري، لكونها اختارت أن تخطط للدخول المدرسي دون استشارة أحد من الفاعلين المعنيين"، ذاهبا إلى القول إن التعليم الذاتي "ليس سوى ذرٍّ للرماد في العيون".

هسبريس

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة