U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

تحصيل التلاميذ يصطدم بإغلاق المدارس وتعليق الدراسة الحضورية

 


بعد مرور أسبوعين على انطلاقه، لم ترْس عجلات قطار الموسم الدراسي 2020-2021 على سكته الصحيحة، بسبب التذبذب الذي يسم العملية التعليمية جراء اتخاذ قرارات إغلاق المدارس في المناطق التي ينتشر فيها فيروس كورونا.

وعلى الرغم من أن أغلب الأسر اختارت أن يدرس أبناؤها بشكل حضوري، بنسبة 80 في المئة، إلا أن آلاف التلاميذ الذين اختار لهم أولياؤهم هذا النمط وجدوا أنفسهم بعد إغلاق مدارسهم مجبرين على العودة إلى الدراسة عن بعد، التي يرى الفاعلون التربويون أن النتائج المحققة منها خلال فترة الحجر الصحي كانت متواضعة.

استمرار فئات من التلاميذ في التعلم عن بعد بسبب إغلاق المدارس يسائل مصير استدراك ما فاتهم خلال فترة الحجر الصحي، حيث كان مقررا أن يستفيدوا من مراجعة ذلك خلال شهر شتنبر الحالي، وهو ما سيكون له تأثير على تحصيلهم الدراسي، حسب علي فناش، نائب رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ.

ويعزو فناش سبب تأثير التعليم عن بعد على المستوى الدراسي للتلاميذ إلى الصعوبات التي تجدها فئات منهم في التواصل مع الأساتذة؛ فعلى الرغم من أن جهودا كبيرة تبذل على مستوى المؤسسات التعليمية من طرف الأطر التربوية، إلا أن ظروف التعلم داخل البيت، يضيف المتحدث، ليست هي نفسها داخل القسم.

وما زال كثير من أولياء التلاميذ يعتقدون أن التعليم عن بعد لا جدوى منه، فيما جعل منه بعضهم موضوعا للسخرية، مثل سيدة وثقت رأيها في الموضوع عبر مقطع فيديو اعتبرت فيه أن هذا النمط التعليمي "غِيرْ كدوب"، قبل أن تردف بأنها وجدت حلا لهذا المشكل، بتصويرها لطفليْها خلف قطيع أغنام، مخاطبة إياهم: "سيرو تسرحوا حتى تعيط لكم الدولة تقراو".

وإذا كان الآباء والأمهات خلال فترة الحجر الصحي قد توفرت لهم مساحة من الزمن لمواكبة أبنائهم في التعليم عن بعد داخل البيوت، فإن التحاقهم بأعمالهم بعد انتهاء فترة الحجر جعل مواكبتهم أمرا صعبا، ما يجعل التعليم عن بعد في الوقت الراهن أقلّ فعالية من فترة الحجر الصحي.

ويرى علي فناش أن التلاميذ الذين يدرسون عن بعد لا يواجهون مشكل ضعف التواصل مع أساتذتهم بسبب صعوبة مواكبتهم داخل البيت من طرف آبائهم وأمهاتهم فقط، وإنما أيضا لافتقار فئات من التلاميذ للإمكانيات الضرورية.

وتابع المتحدث ذاته أن الفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ سبق لها أن عبّرت عن التخوف من التذبذب الذي يسم العملية التعليمية حاليا جراء إغلاق المؤسسات التعليمية، وكانت قد دعت إلى التفكير في صيغة ملائمة تأخذ كل هذه الإكراهات بعين الاعتبار.

وأكد أن إغلاق المؤسسات التعليمية التي تظهر فيها حالات إصابة بفيروس كورونا، أو توجد في منطقة ينتشر فيها الوباء، أمر طبيعي وواجب، "لأن السلامة الصحية للتلاميذ فوق كل اعتبار"، لكنه استدرك بأنه "كان من الممكن التفكير في صيغ تتناسب مع هذه الوضعية، عوض أن يتم اتخاذ قرار توقيف الدراسة بدون تقديم بديل مناسب".

هسبريس

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة