U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

المنهج المنتسوري و بيداغوجيا اللعب

https://www.tarbawiyatjadida.com/2020/08/blog-post_27.html?m=1
اتبعت "ماريا منتسوري" الطريقة العلمية لمراقبة النظام البيولوجي لنمو الأطفال بهدف تصميم منهج تعليمي يراعي الإمكانيات و الخصوصيات الفردية لكل طفل، ويتجلى أساس هذه الطريقة في توفير وسائل التربية الذاتية في بيئة الطفل، و يشترط فيها أن تكون طبيعية قادرة على إثارة اهتمام الطفل.
وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى القاعدة المنتسورية التي تقول : ” يساعد النظام الخارجي في بناء النظام الداخلي “و تطبق هذه القاعدة في الفصول من خلال تجهيز أدوات التعليم بحسب المواضيع التعليمية، وتنظيم الأدوات بحسب تتابع تقديمها من السهل إلى الصعب ومن الرمز إلى المجرد.
التعليم حسب منهج مونتيسوري التعليمي يجب أن يكون فعالا و داعما و موجها لطبيعة الطفل، باستخدام نظام بسيط من التعليم و الابتعاد عن تراكم المعلومات والتلقين و الحفظ، لأن الطفل يجب أن يتعرف على العالم من حوله من خلال حواسه.
و بتعبير آخر و باختصار، يمكن القول أن منهج مونتسوري هو منهج تعليمي يعتمد على فلسفة تربوية تأخذ بمبدأ أن كل طفل يحمل في داخله الشخص الذي سيكون عليه في المستقبل ، منهج يؤكد على ضرورة أن تهتم العملية التربوية بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية و العقلية و الروحية والجسدية الحركية، لمساعدته على تطوير قدراته الإبداعية و القدرة على حل المشكلات و تنمية التفكير النقدي وقدرات إدارة الوقت وغير ذلك من الأمور .

 –  نقط أساسية في منهج مونتسوري التعليمي :

هذه، إن شئنا القول، أفكار قد تلخص لنا بعض سمات منهج مونتيسوري التعليمي :
  • تعتبر أفكار مونتسوري مزيجا متوازنا بين العقلانية والعملية .
  • الحرص على حرية الأطفال في الاختيار و الحركة و ليس التقليد المباشر .
  • من خلال البيئة المعدة، تتوفر لنا إمكانية التحكم فيما يتعلمه الطفل.
  • يتجلى دور الأستاذ في عدم التدخل و في قيامه بالقيادة نحو التعلم.
  • بفضل الأدوات التعليمية يتفاعل الطفل مع المعرفة عن طريق حواسه .
  • المحافظة على اهتمام الطفل بتشجيعه و تزويده بمعلومات حول النقاط الأساسية ليتمكن من معرفة ما يجب عمله.
ولعل أبرز بيداغوجيا تستند على المنهج المونتسوري هي " بيداغوجيا اللعب" وهي ممارسة صفية مقصودة ومنتظمة تجعل من اللعب أداة لتحقيق أهداف تربوية،وهي البيداغوجيا الوحيدة التي توظف بيداغوجيات وظيفية أخرى كبيداغوجيا التعاقد ، وحل المشكلات، والخطأ ،والبيداغوجيا الفارقية..ما يطلق عليه باسم التقاطعات البيداغوجية.ما يجعل بيداغوجيا اللعب تلمس جوانب عدة من شخصية الطفل مثل الجانب الاجتماعي ،الجانب الحس حركي ، الجانب النفسي بالإضافة إلى دورها التربوي والمعرفي. وبالتالي فهي صورة من صور المنهج المنتيسوري في المنهاج التربوي المغربي.

أهمية اللعب في حياة الطفل:

يتسم لعب الطفل بالتلقائية، فالطفل في هذه المرحلة يكون على طبيعته،حينما يلعب بدون مسايرة لأية ضغوط إجتماعية، أي أن الطفل يلعب حينما يرغب، وبالكيفية التي يريدها. ولكن اللعب يأخد، فيما بعد أكثر شكلية هذا الإتجاه نحو الشكلية في اللعب يزداد مع تطور نمو الطفل، بمعنى إذا كان الطفل في المراحل الأولى للنمو ينشغل بألعاب كثيرة، تلك التي تثير اهتمامه وتبعث في نفسه الفرح، فإنه مع تطور نمو قدراته واهتمامه وخبراته يأخذ في لعب ألعاب معينة. والنتيجة أن هذا التحول في نشاط اللعب عند الطفل هو دليل على تغيرات كيفية في بنية الشخصية في التمكن من نفسه والسيطرة على بيئته.

فالطفل في لعبه يعيش طفولته من خلال اللعب ويتماهى مع أدواته وعناصره، ويستجيب لرموزه ومعانيه. أي أن اللعب بالنسبة للطفل حقيقة يعيشها بواقعه وخياله، ولذلك فهي تظل آثار خبراته فيه حية متأصلة. في اللعب يعيش الطفل خبرة نموه، ومن اللعب يحمل معه ركائز نموه للمراحل التالية.

فاللعب له تأثير بالغ في النمو العقلي، وفي تشكيل شخصية الطفل. ولذلك فإن تنمية شخصية الطفل ينبغي أن تقوم لا على استبعاد اللعب من حياته، وإنما على حسن تنظيمه بحيث يؤدي إلى تكوين الخصائص البنائية للطفل في نموه.



أنواع اللعب عند الاطفال


تتنوع أنشطة اللعب عند الاطفال من حيث شكلها و مضمونها و طريقتها و هذا التنوع يعود إلى الإختلاف في مستويات نمو الأطفال و خصائصه في المراحل العمرية من جهة و إلى الظروف الثقافية و الاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة أخرى و على هذا يمكننا أن نصنف نماذج الألعاب عند الأطفال إلى الفئات التالية :


1 – الألعاب التلقائية :


هي عبارة عن شكل أولي من أشكال اللعب حيث يلعب الطفل حرا و بصورة تلقائية بعيدا عن القواعد المنظمة للعب، و هذا النوع من اللعب يكون في معظم الحالات فرديا وليس جماعيا حيث يلعب كل طفل ما يريد، و يميل الطفل في مرحلة اللعب التلقائي إلى التدمير وذلك بسبب نقص الاتزان الحسي الحركي اذ يجذب الدمى بعنف و يرمي بها بعيدا و عند نهاية العام الثاني من عمره يصبح هذا الشكل من اللعب أقل تلبية لحاجاته النمائية فيعرف تدريجيا ليفسح المجال أمام شكل آخر من أشكال اللعب.


2 – الألعاب التمثيلية :


يتجلى هذا النوع من اللعب في تقمص شخصيات الكبار مقلدا سلوكهم و أساليبهم الحياتية التي يراها الطفل و ينفعل بها.


وتعتمد الالعاب التمثيلية – بالدرجة الأولى- على الخيال الواسع ومقدرته الابداعية و يطلق على هذه الالعاب (الالعاب الابداعية)، ” تذهب البنات الصغيرات- ربات البيوت إلى المخزن و يتشاورن حول إعداد طعام الغذاء فتقول إحداهن وقد بدت على وجهها علامات الجد : “إن زوجي يحب أكل اللحم ولكن ابنتي لا تأكل سوى الفطائر- و تقول الثانية هازة رأسها : وزوجي يحب اكل السمك لأنه كما يقول اكره النقانق” وعندما تدخل ربة البيت الى المخزن تطوف فيه و تنتقل من قسم الى آخر وتسأل عن الأسعار و تشم رائحة اللحم المقدد و تدفع الحساب لقاء جيمع ما اشترته و تحسب الباقي، و هنا تتذكر أن ابنها سيعود الآن من المدرسة و أن طعام الغذاء غير جاهز بعد فتمضي مسرعة الى البيت (لوبلينسكايا 1980 ص154).


و يتصف هذا النوع من اللعب بالايهام أحيانا و بالواقع أحيانا أخرى إذ لا تقتصر الألعاب التمثيلية على نماذج الالعاب الخيالية الايهامية فحسب بل تشمل ألعابا تمثيلية واقعية أيضا تترافق مع تطور نمو الطفل .


3 – الألعاب التركيبية :


يظهر هذا الشكل من أشكال اللعب في سن الخامسة أو السادسة حيث يبدأ الطفل وضع الاشياء بجوار بعضها دون تخطيط مسبق فيكتشف مصادفة أن هذه الأشياء تمثل نموذجا ما يعرفه فيفرح لهذا الاكتشاف و مع تطور الطفل النمائي يصبح اللعب أقل ايهامية و أكثر بنائية على الرغم من اختلاف الاطفال في قدراتهم على البناء و التركيب.


ويعد اللعب التركيبي من المظاهر المميزة لنشاط اللعب في مرحلة الطفولة المتأخرة (10-12) ويتضح ذلك في الألعاب المنزلية وتشييد السدود، فالاطفال الكبار يضعون خطة اللعبة، و محورها ويطلقون على اللاعبين أسماء معينة ويوجهون أسئلة لكل منهم حيث يصدرون من خلال الإجابات أحكاما على سلوك الشخصيات الاخرى و يقومونها.


ونظرا لأهمية هذا النوع من الألعاب فقد اهتمت وسائل التكنولوجيا المعاصرة بإنتاج العديد من الالعاب التركيبية التي تتناسب مع مراحل نمو الطفل كبناء منزل أو مستشفى أو مدرسة أو نماذج للسيارات و القطارات من المعادن او البلاستيك أو الخشب و غيرها.

4 – الألعاب الفنية :

تدخل في نطاق الالعاب التركيبية و تتميز بأنها نشاط تعبيري فني ينبع من الوجدان و التذوق الجمالي في حين تعتمد الألعاب التركيبية على شحذ الطاقات العقلية المعرفية لدى الطفل و من ضمن الألعاب الفنية رسوم الأطفال التي تعبر عن التألق الإبداعي عند الاطفال الذي يتجلى بالخربشة أو الشخبطة scripling هذا الرسم يعبر عما يتجلى في عقل الطفل لحظة قيامه بهذا النشاط، ويعبر الاطفال في رسومهم عن موضوعات متنوعة تختلف باختلاف العمر، فبينما يعبر الصغار في رسمهم عن أشياء وأشخاص وحيوانات مألوفة في حياتهم نجد أنهم يركزون أكثر في رسمهم على الآلات والتعميمات ويتزايد اهتمامهم برسم الأزهار و الأشجار و المنازل مع تطور نموهم.

وتظهر الفروق بين الجنسين في رسوم الاطفال منذ وقت مبكر فالصبيان لا يميلون إلى رسم الأشكال الانسانية كالبنات و لكنهم يراعون النسب الجسمية أكثر منهن، فبينما نجد أن الاطفال جميعهم يميلون الى رسم الاشخاص من جنسهم ما بين سن الخامسة والحادية عشرة، تشتمل أن الأولاد على الطائرات والدبابات والمعارك في حين تنذر مثل هذه الرسوم عند البنات ويمكن ان نرجع ذلك الى أسلوب التربية والتفريق بين الصبيان والبنات من حيث الأنشطة التي يمارسونها والألعاب التي يقومون بها، ومما يؤثر في نوعية الرسوم أيضا المستويات الاقتصادية و الاجتماعية للأسر إلى جانب مستوى ذكاء الأطفال.

5 – الألعاب الترويحية والرياضية :

يعيش الأطفال أنشطة أخرى من الألعاب الترويحية والبدنية التي تنعكس بإيجابية عليهم، فمنذ النصف الثاني من العام الأول من حياة الطفل يشد إلى بعض الألعاب البسيطة التي يشار إليها غالبا على أنها ” ألعاب الأم Mother games لأن الطفل يلعبها غالبا مع أمه، وتعرف الطفولة انتقال أنواع من الألعاب من جيل لآخر مثل “لعبة الاستغماية” و” السوق” “الثعلب فات “و ” رن رن يا جرس” وغير ذلك من الالعاب التي تتواتر عبر الأجيال.

وفي سنوات ما قبل المدرسة يهتم الطفل باللعب مع الجيران حيث يتم اللعب ضمن جماعة غير محددة من الأطفال حيث يقلد بعضهم بعضا و ينفذون أوامر قائد اللعبة و تعليماته، وألعاب هذه السن بسيطة وكثيرا ما تنشأ في الحال دون تخطيط مسبق و تخضع هذه الألعاب للتعديل في أثناء الممارسة، وفي حوالي الخامسة يحاول الطفل أن يختبر مهاراته بلعبة السير على الحواجز أو القفز على قدم واحدة أو “نط الحبل” وهذه الالعاب تتخذ طابعا فرديا أكثر منه جماعيا لأنها تفتقر إلى التنافس بينما يتخلى الاطفال عن هذه الالعاب في سنوات ما قبل المراهقة و يصبح الطابع التنافسي مميزا للألعاب حيث يصبح اهتماما لامتمركزا على التفوق و المهارة.

والألعاب الترويحية والرياضية لا تبعث على البهجة في نفس الطفل فحسب بل إنها ذات قيمة كبيرة في التنشئة الاجتماعية، فمن خلالها يتعلم الطفل الانسجام مع الآخرين وكيفية التعاون معهم في الانشطة المختلفة، ويؤكد (دي بوا 1952 ص 370-371) على قيمة هذه الانشطة في التنشئة وفقا لمعايير الصحة النفسية :

” فهذه الانشطة تتحدى الطفل لكي ينمي مهارة أو يكون عادة وفي سياقها يستثار بالنصر ويبذل جهدا اكبر، وحينما لا تشترك الناس في صباهم في ألعاب رياضية فإنهم يحصلون على تقديرات منخفظة وفقا لمقاييس التكيف الاجتماعي والانفعالي للناجحين، فمثل هؤلاء الاشخاص كثيرا ما يتزعمون الشغب ويثيرون المتاعب لأنه لم تكن لديهم الفرصة لأن يتعلموا كيف يكسبون بتواضع فإن أشخاصا كهؤلاء لا يحظون بميزة تعلم نظام الروح الرياضية الطيبة وهي لازمة للغاية لحياة سعيدة عند الكبار“.

والواقع أن الالعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة فيما يتعلق بتعلم المهارات الحركية و الاتزان الحركي والفاعلية الجسمية لا تقتصر على مظاهر النمو الجسمي السليم فقط بل تنعكس أيضا على تنشيط الأداء العقلي و على الشخصية بمجملها.

فقد بينت بعض الدراسات وجود علاقة إيجابية بين ارتفاع الذكاء والنمو الجسمي السليم لدى الأطفال منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية المراهقة.

6 – الألعاب الثقافية :

هي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث يكتسب من خلالها معلومات وخبرات. ومن الألعاب الثقافية:  القراءة والبرامج الموجهة للاطفال عبر الإذاعة و التلفزيون والسينما ومسرح الأطفال وسنقتصر في مقامنا هذا على القراءة.

إن الطفل الرضيع في العام الاول يحب أن يسمع غناء الكبار الذي يجلب له البهجة وفي العام الثاني يحب الطفل أن ينظر إلى الكتب المصورة بألوان زاهية و يستمتع بالقصص التي تحكي عن هذه الصور ،  هذا الى جانب ذلك تعد القراءة خبرة سارة للطفل الصغير وخاصة إذا كان جالسا في حضن أمه أو شخص عزيز عليه كما يقول جيرسيلد، و يمكن تبين الميل نحو القراءة عند الاطفال في سن مبكرة حيث تجذبهم الكتب المصورة والقصص التي يقرؤها الكبار لهم ويحب الطفل في هذه السن الكتب الصغيرة ليسهل عليه الإمساك بها.

وغالبا ما يميل الأطفال الصغار الى القصص الواقعية بينما أن اتجاه الأم نحو الخيال له تأثير هام في تفضيل الطفل للقصص الواقعية أو الخيالية، و يفضل معظم الصغار القصص التي تدور حول الأشخاص و الحيوانات المألوفة في حياتهم ويميلون إلى القصص الكلاسيكية مثل (سندريلا وعلي بابا والاربعين حرامي) كما يميلون إلى القصص العصرية التي تدور حول الفضاء والقصص الفكاهية والدرامية، ويميلون أيضا في سنوات ما قبل المدرسة بسبب ما يتصفون به من احيائية animism إلى القصص التي تدور حول الحيوانات تسلك سلوك الكائنات الانسانية (ويلسون 1943).

ومع تطور النمو يتغير تذوق الطفل للقراءة إذ ان ما كان يستثيره في الماضي لم يعد يجذب انتباهه الآن، ومع نموه العقلي وازدياد خبراته يصبح أكثر واقعية، إن القدرة القرائية لدى الطفل تحدد ما يحب من القصص، والاهتمام الزائد بالوصف والحشد الزائد ما هو غريب على الطفل يجعل الكتاب غريبا عنه وغير مألوف لديه.

وتكتشف الدراسات أن الميل نحو القراءة عند الطفل تختلف من مرحلة( عمرية )لأخرى في سنوات المدرسة حيث يتحدد بموجبها أنماط الكتب التي يستخدمها.

ففي حوالي السادسة أو السابعة يميل الطفل إلى قراءة القصص التي تدور حول الطبيعة والرياح والأشجار والطيور كما أنه يهتم بحكايات الجن أو الشخصيات الخرافية التي تكون قصيرة وبسيطة.

وفي حوالي التاسعة والعاشرة من عمر الطفل يضعف اهتمامه بالحكايات السابقة ويميل إلى قصص المغامرة والكوميديا والرعب وقصص الأشباح، ومع نهاية مرحلة الطفولة تتعزز مكانة القراءة في نفوس الأطفال وخاصة لدى البنات، أما في مرحلة المراهقة تصبح الميول القرائية لدى المراهقين أكثر صقلا وأكثر إمتاعا من الناحية العقلية، فبينما يهتم الأولاد بالموضوعات التي تتعلق بالعلم والإختراع تهتم البنات بالشؤون المنزلية والحياة المدرسية، وفي المراهقة يصل الولع بالقراءة إلى ذروته، نتيجة للعزل التي يعاني منها المراهقون، حيث ينهمكون في القراءة بغية الهروب من المشكلات التي تعترضهم من جهة وإلى زيادة نموهم العقلي والمعرفي من جهة أخرى.

ويظهر اهتمام المراهقين بالكتب التي تتحدث عن الأبطال التاريخيين والخرافيين، فبينما يهتم الأولاد في هذه السن بالإختراعات والمغامرات تهتم البنات بالكتب المتعلقة بالمنزل والحياة المدرسية والجامعية.

والواقع أن حب الكتاب والقراءة تمثل أحد المقومات الأساسية التي تقوم عليها فاعلية النشاط العقلي، لذا يتطلب ذلك تكوين عادات قرائية منذ الطفولة وأن تتأصل عند الأطفال مع انتقالهم من مرحلة عمرية إلى مرحلة أخرى.


اللعب البيداغوجي : طريقة معتمدة في التدريس تدعو لاستخدام الطرق الفعالة، والتي تعتمد على فاعلية المتعلم و نشاطه ، كما ترتكز على أسلوب التعلم باللعب باستغلال أنشطة اللعب في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية.


إن التربية بمفهومها التقليدي قد كرست دور المدرس كمركز للعملية التعليمية برمتها، فهو الذي يحرص على الشرح و التلقين و الإلقاء والعرض عوض حرصه على تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلم.


أما بيداغوجيا اللعب فهي بيداغوجيا تركز على استخدام الطرق الفعالة، التي تعتمد على فاعلية المتعلم ونشاطه، و تستحضره كأولوية أساسية في سيرورة الفعل التعليمي/التعلمي، وهو المحور الذي تدور حوله التعلمات التي يقوم ببنائها والإشراف على العملية التعليمية، أكثر من كونه شارحا لمعلومات الكتاب المدرسي.


يتضح مما سبق أن الالعاب البيداغوجية متى أحسن تخطيطها وتنظيمها و الإشراف عليها تؤدي دورا فعالا في تنظيم التعلم، وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها اذ ما أحسن استغلاله و تنظيمه.


إن نشوء القناعة بقدرة الطفل على اكتساب التعلمات خارج الاسلوب السلطوي المعهود، يعد خطوة أولى نحو تحديث الممارسة التعليمية، وجعلها أكثر انفتاحا على حاجيات الطفل ورغباته.


من هنا جاء الاهتمام باللعب البيداغوجي باعتباره نشاطا يبذل فيه اللاعبون جهودا كبيرة لتحقيق هدف ما في ضوء قوانين وقواعد معينة. و هو نشاط منظم منطقيا في ضوء مجموعة قوانين اللعب، حيث يتفاعل طالبان أو أكثر لتحقيق أهداف محددة وواضحة، لها ارتباط وثيق بما هو تربوي و تعليمي، مع مراعاة الجانب السيكولوجي. ويستهدف هذا النوع من اللعب فئة عمرية موحدة، وذلك بهدف تكوين مهارات وقدرات لدى جميع الاطفال مع تشريبه المعارف والقيم الكفيلة بتحقيق الغايات.


يتضح إذا أن اللعب يكسب قيمته التربوية إذا ما تم توجيهه على هذا الاساس، أي جعله نشاطا تربويا هادفا يحقق للطفل التكامل بين وظائف جسمه الحركية و العقلية. ولن تتأتى للعب هذه الوظيفة إلا إذا تمت ممارسته وفق قواعد محددة، و تضمن محتوى تعليمي معين وتوافر فيه عنصري المتعة والتسلية.


تتعدد أشكال وأنواع اللعب تبعا للمواقف التعليمية المتعددة و المتجددة داخل الفصل الدراسي، والتي يتم استثمارها في التنشيط البيداغوجي، كلعب الأدوار أو المحاكاة التي تستهدف تنمية الجوانب العاطفية-الوجدانية والشعور بالغير، وتستهدف أيضا الجانب التخيلي التمثيلي لدى التلميذ أو كاللعب التنافسي الذي يستهدف تنمية روح المنافسة الفعالة و الإيجابية، و يتم عن طريق احترام القواعد والخصم، و قد يتم في إطار وضعية- مسألة (مشكل)، و من خصائصه انفتاح الوضعية على إمكانات كثيرة للحل مما ينمي الذكاء، وقد تكون الوضعية ذات حل واحد لكن طرق الحل متعددة، أما اللعب الرمزي فينمي الجانب الرمزي الثقافي لدى التلميذ ويستثمر في الرياضيات و تناسبه الوضعيات المنغلقة.


       يمكننا القول أنه إذا أردنا أن نحد من المظاهر السلبية المتفشية في نظامها التربوي كالهدر المدرسي والفشل والتأخر الدراسي فإنه علينا أن نجعل الدرس أكثر مرحا وإثارة و جاذبية، و لن يتأتى لنا ذلك إلا بوجود مدرسة منفتحة وإدارة متفتحة وطرق فعالة، تسمح بالتجريب التربوي و تنمي روح الابداع و التساؤل و البحث و الاكتشاف لدى المدرس و التلميذ على حد سواء.


 



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة