U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

الكتاب المدرسي

 تمثل الكتب المدرسية أحد أهم الوسائل التعليمية التي تضم الجزء الكبير من المقرر المدرسي في مادة ما، وأحد أهم عناصر المنهاج التعليمي. وهي بذلك وسيلة مشتركة بين التلميذ والأستاذ وأهم مصادر التعلم والمعرفة بالنسبة للتلميذ...بغض النظر عن سؤال الجودة في الكتب المدرسية.
 ويعرف الدكتور أحمد أوزي الكتاب المدرسي بقوله (يطلق الكتاب المدرسي على نوع خاص من الكتب أعد خصيصا ليكون في متناول مستعمله...وهو يتناول ما يمكن معرفته حول موضوع أو مجموعة مواضيع ,أو مادة معينة يقدمها بطريقة ميسرة للمتعلم ...و برسوم أو صور توضيحية , كما يحتوي على تمارين تطبيقية وتصحيحها أحيانا ). أما باسكال غوسان فعرف الكتاب المدرسي الورقي أنه هو الذي يطرح محتوى المعارف التي ينبغي على التلميذ أن يكتسبها في مجال تعليمي مرتبط بمستوى معين. بينما عرف فرانسوا ريشودو الكتاب المدرسي كالآتي : " الكتاب المدرسي مطبوع منظم موجه للاستعمال داخل عمليات التعلم و التكوين المتفق عليها".
 وعموما يمكن القول بأن الكتاب المدرسي وسيلة تعليمية تعلمية من خلال الكلمة والصورة  والرسم وجميع الوسائل التي تعين على الفهم .
  و يهدف الكتاب المدرسي إلى:
- تحقيق جودة التربية و التكوين.
- تنمية كفاية التعلم الذاتي.
- تعزيز التمكن من الكفايات الأساسية.
- تنمية مختلف جوانب الذكاء لدى المتعلم.
أما وظائفه ، فيمكن إجمالها في : 
- وظيفة تربوية: تنظيم أنشطة التعليم و التعلم وفق مقاربات منهجية تحقق أهداف المنهاج.
- وظيفة اجتماعية: يلعب دور الموازن بين الثقافة المدرسية و الثقافة الاجتماعية.
- وظيفة مؤسسية : تهم موقع الكتاب المدرسي داخل بنية النظام المدرسي و الهندسة البيداغوجية لأسلاكه و مستوياته و شعبه ، و ما يتيحه استعماله من استقلالية أو تبعية للمدرس في تنظيم أنشطته البيداغوجية و تدبيرها ، و المتعلم في عمليات التعلم. 
  ويقوم تأليف الكتب المدرسية الجديدة على جملة من الأسس منها :
1-مراعاة الخصائص السيكولوجية والمعرفية للفئة المستهدفة.
2-تنزيل المادة المدرسة إلى مستوى المتعلمين، حتى تكون واضحة وميسرة وهو ما يعرف ب (النقل الديداكتيكي).
3-مراعاة التدرج من السهل إلى الصعب، ومن المحسوس الى المجرد، ومن الجزئي الى الكلي.
4-مراعاة الارتباط بين الدروس والمجزوءات.
5-توظيف الوسائل البيداغوجية المختلفة التي تعين على الفهم :كالنصوص والألوان وحسن التنظيم والترتيب.
6-تفسير المادة المدرسة داخل الدرس الواحد إلى محاور مترابطة ومنسجمة.
7-اعتماد الأهداف وطرق التقويم في بناء الدروس والمجزوءات.
  وعموما فللكتب المدرسية الحالية بالطور الابتدائي والثانوي الإعدادي والتأهيلي مرجعيات عدة نذكر منها :
1-الميثاق الوطني للتربية والتكوين خاصة المجال الثالث المتعلق بالرفع من جودة التربية والتكوين.
2-الوثيقة الإطار لمراجعة البرامج والمناهج التربوية وبرامج تكوين الأطر الصادرة بمارس من سنة 2001.
3-الوثيقة الإطار للجنة البيسلكية متعددة التخصصات الصادرة بتاريخ 23 ابريل 2001.
4-دفتر التحملات العام والخاص:
  إن أهم ما يميز الكتب المدرسية الحالية أنها كتب ألفت وفق دفاتر تحملات بعد فتح فرصة التباري بين لجن متعددة للتأليف، حيث تم الانتقال من الكتاب الواحد إلى الكتب المتعددة في المادة الواحدة، وتم الانتقال من اللجنة الواحدة غير المعروفة التي كانت تسند لها مهمة التأليف إلى التباري على التأليف من طرف لجن معروفة تؤلف وفق ضوابط معينة تنص عليها دفاتر التحملات العامة والخاصة.
  ويمكن أن نحدد مراحل إنجاز الكتب المدرسية فيما يلي :
1-إصدار دفاتر التحملات العامة والخاصة من طرف مديرية المناهج التابعة لوزارة التربية الوطنية.
2-تسلم هذه الدفاتر من طرف الناشرين الذين يشرفون على تكوين لجن التأليف.
3-يتم الاشتغال في التأليف لمدة أربعة أشهر ثم تسلم المشاريع المنجزة لمديرية المناهج.
4-تسلم مديرية المناهج المشاريع للجن الوطنية لتقويمها وفق دفاتر التحملات.
5-الإعلان عن نتائج الافتحاص والتقويم وذلك باعتماد أكثر من كتاب في كل مادة.
وعموما فإن ما يؤخذ على هذه الطريقة في التأليف مجموعة من السلبيات منها:
1-عدم تأهيل لجن التأليف لمهمة الكتاب المدرسي.
2-ضعف الحيز الزمني المخصص للتأليف، فأربعة أشهر لا يفرغ فيها أعضاء اللجن، وإنما يشتغلون في أوقات الفراغ، وبالتالي فإن هذه اللجن تنجز هذه الكتب في ظروف غير ملائمة.
3-الكتب بعد تأليفها لا تخضع لمرحلة التجريب على مستوى جهة أو جهتين، وإنما تعتمد في جميع الجهات دون تقويم أو تجريب ...ورغم هذه السلبيات ف :
1-الكتاب المدرسي أداة يتحقق من خلالها أهداف المنهاج.
2-الكتاب المدرسي سند علمي وتربوي ينظم المادة المدرسة بشكل ديداكتيكي.
3-الكتاب المدرسي سند علمي وتربوي ومرجع من المراجع التي يعتمد عليها المدرس في نقل المادة من المستوى التعليمي إلى المستوى التعلمي.
4-الكتاب المدرسي وثيقة تحتوي التمارين والمشاريع التي يقوم بها المتعلم.
5-الكتاب المدرسي أداة للتقويم، إذ لا يقوم المتعلم إلا من خلال ما درسه في الكتاب المدرسي.
6-الكتاب المدرسي أداة لضبط زمن التعليم.
وفي ظل المستجدات الحالية بات من المهم النظر إلى الكتاب المدرسي في علاقته بالمنهاج , وذلك بمراعاة المداخل الأساسية المعتمدة في وضع البرامج وهي :
*تنمية الكفايات
*التربية على الاختيار واتخاذ القرار
*التربية على القيم.
 حيث يرتبط استعمال الكتاب المدرسي الجديد، بمطلب الرفع من جودة التربية والتكوين، لذلك ينبغي توظيفه في ضوء المبادئ التالية :
1-التمركز حول حاجات المتعلمين ومراعاة مستوياتهم الفكرية واللغوية وسيرورات تعلمهم.
2-توظيف المبادئ والتصورات والطرائق الديداكتيكية التي تيسر استيعاب التعلمات.
3-التشجيع على تطوير الكفايات الذهنية العليا لدى المتعلم، وعلى اتخاذ القرار ومواقف الانفتاح على التغيير.
4-تنمية ردود أفعال ديمقراطية نابعة من قيم المواطنة وحقوق الانسان.
5-الإسهام في تطوير الانفتاح على المحيط الدولي.
6-جعل المتعلم نشيطا ومتفاعلا كلما أمكن ذلك.
7-جعل المتعلم يدمج معارفه ومكتسباته الشخصية.
  في هذا الإطار، واعتبارا لمتطلبات إصلاح تربوي متكامل ومتناسق، تم الاتجاه نحو تحرير الكتاب المدرسي، تأليفا وإخراجا من جهة، وإمكانية استعمال أكثر من كتاب واحد في المؤسسات التعليمية من جهة ثانية، وشكلت هذه التعددية نهاية الكتاب الوحيد الذي سيطر لمدة طويلة على المجال البيداغوجي وعمل على تنميط سيرورة التعليم والتعلم، ويسمح هذا الوضع أكثر من ذي قبل، بالتمييز الواضح بين المنهاج والكتاب المدرسي.
فالمنهاج هو وحده الإطار المرجعي الملزم وطنيا، أما مضامين الكتب المدرسية وترتيب موادها والمقاربات البيداغوجية التي تقترحها، فللأستاذ حرية التصرف فيها بتكييفها وملاءمتها، إذا تطلب الامر ذلك، مع مقتضيات منهاج المادة الدراسية، وفي إطار التعاقدات التنظيمية والتدبيرية المرتبطة بالتقويم وتوحيد الفرص أمام المتعلم محليا وجهويا ووطنيا.
  و كخاتمة لهذا الموضوع سيتم سرد مجموعة من الحلول و البدائل كما قدمها الدكتور جميل حمداوي لجعل الكتاب المدرسي عنصرا مساهما في تجويد العملية التربوية ، فهو يرى أن تحقيق هذه الجودة لا يتأتى إلا ب :
- توفير الكتب المدرسية في الوقت المناسب و بأثمان معقولة.
- ملاءمة كثافة المحتويات مع السياق الزمني للسنة الدراسية.
- التخفيف من محتويات بعض الكتب المدرسية.
- تغيير المقررات الدراسية بما يتلاءم و الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية لمواكبة المستجدات العلمية و التقنية.
- مأسسة الكتب المدرسية على معايير الحداثة و المعاصرة و جودة المحتويات و الشكل.
- توحيد اللجان التي تضع الكتب المدرسية مع إعطاء الأستاذ حرية اختيار كتاب المقرر المناسب.
- مراعاة الفئة المستهدفة ، و تنوع المصادر في إعداد المادة المعرفية لإنجاح العملية البيداغوجية.
- جعل محتويات الكتب المدرسية تتسم بالحيوية و الدينامية مستجيبة  لواقع التلميذ و محيطه الاجتماعي.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة