U3F1ZWV6ZTM3NzI2MDkxNzkyNTQ4X0ZyZWUyMzgwMDg4MDkxMDM4OA==

دراسة الحالة في المجال التربوي

دراسة الحالة في المجال التربوي
  1- تعريفها:
 إن دراسة الحالة عبارة عن تحليل تنظيمي لوضعية ما من أجل ايجاد الحلول و معالجة المشاكل . و تستند دراسة الحالة إلى البرهنة الحجاجية و استخدام العقل و التركيب و المنطق و الإبداعية في اقتراح التشخيص الجيد و التحليل المناسب و القرار السليم و الاقتراحات الملائمة للوضعية، كما تحتوي دراسة الحالة على السياق و مجموعة من المفاهيم الإجرائية و تفصيل الحيثيات الذاتية و الموضوعية و استعراض الوضعية- المشكلة المدروسة التي تتضمن في طياتها عدة تعليمات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار و هي : السياق و الأحداث و العواطف و وجهات النظر و المعارضون للحالة و المعطيات الإحصائية الخ ..
  و يعرفها موشيلي Mucchielli بأنها: نص مكتوب أو مختلق و هي كذلك بمثابة شهادة شفوية أو مسجلة متعلقة بوضعية إشكالية ملموسة و واقعية ، قد تكون حادثا له دلالة يشير إلى وضعية مثيرة أو تحليل نقدي . و باختصار ، فدراسة الحالة هي نشر أو بسط وضعية داخل سياق معين . و تساهم دراسة الحالة في البحث عن المعلومات التي توصل إلى تحليل المشكل أو إلى اتخاذ القرار الناجع.
2- مصادرها:
  نستقي معطيات دراسة الحالة من مصادر و مراجع عدة و متنوعة و يمكن حصرها في الأشخاص الذين يتحولون إلى مصادر للتوثيق المرجعي ، و الصحف  و المجلات و الكتب و المواقع الالكترونية  و أرشيف المؤسسات التربوية التعليمية و الوثائق الواقعية و الإحصاء و الببليوغرافيات و التوثيق التاريخي..
3- مواصفاتها و طريقة صياغتها:
  تصاغ دراسة الحالة  بطريقة سردية أو وصفية أو درامية أو استجوابية ، كما تصاغ في شكل سيناريو يصف مجموعة من الظروف التربوية التي تشخص مشكلا ما ،كما تسرد في شكل قصة محبكة تخضع لمجموعة من آليات المتن السردي من أحداث و عقدة و شخوص و فضاء و صياغة أسلوبية.
  و يعني هذا أن دراسة الحالة عبارة عن مثال إجرائي واقعي ملموس و حسي ، يصاغ بطريقة تقريرية وصفية أو سردية أو في شكل حوار درامي قابل للتمثيل.
  هذا ، و إن دراسة الحالة وصف مكتوب لظاهرة تربوية . و قد تصاغ دراسة الحالة في شكل أحداث و مواقف افتراضية خيالية أو واقعية مستمدة من مشاكل الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات ،و قد تكون مشاكل مستعصية قدمت لها معالجات فاشلة.
  إذن ، فدراسة الحالة عبارة عن موقف معقد يعطي المجال للمحلل لاستخدام كفاءاته لتحديد المشكلة المستعصية أو نقطة الخلاف الرئيسية في هذا الموقف المعطى و اقتراح ما يراه من حلول لمعالجة هذا الموقف.
 4- أنواعها:
- الحالة التربوية: مناهج التعليم و الطرائق البيداغوجية - ظاهرة الغش- التغيب- الرسوب - الإخلال بأخلاق المدرسة - النزوع الفردي- عدم الاهتمام بفضاء المدرسة ..
- الحالة الإجتماعية : تهتم على سبيل المثال بالفوارق الاجتماعية - العنف المدرسي- الهدر المدرسي..
- الحالة التواصلية : و تتعلق بدراسة أنواع التواصل و انعدامه و ذكر معيقاته..
- الحالة الثقافية: كالاختلاف الثقافي - الصراع الثقافي- التنشئة الاجتماعية - الوسط و المدرسة..- تعدد الثقافات داخل القسم و المدرسة.التنشئة الاجتماعية
  بالإضافة نذكر الحالة النفسية و الصحية و الاقتصادية و الأخلاقية و العلمية..
  و هناك تصنيف آخر للحالة يرتكز على المنهجية و الخطوات الإجرائية، إذ نجد حالة التحليل(تحليل الحالة و إبراز مشاكلها) و حالة القرار ( تحديد القرار المتخذ في قصية ما) ، و الحدث النقدي ( دراسة حدث معقد أو وضعيات معقدة تتداخل فيها علاقات إنسانية من خلال رؤية نقدية).
5- كيفية التعامل  مع دراسة الحالة :
تمر دراسة الحالة بالخطوات الإجرائية الآتية:
- قراءة النص المعطى.
- تبيان نوع الحالة.
- تحديد موضوع الدراسة أو الحالة الخاضعة للرصد.
- ملاحظة النص مع التركيز على مفاهيمه و عناصره البارزة.
- طرح السؤال الإشكالي المحوري.
- فهم النص و استقراء محتواه الدلالي و الإشكالي.
-الاستعانة بمعلومات النص الداخلية و المعلومات الخارجية.
- التحليل المنهجي للنص على ضوء تصميم محكم (مقدمة-عرض- خاتمة).
- وضع خاتمة تركيبية تحمل جوابا للحالة المطروحة و تتضمن القرارات المناسبة.
6- نموذج عملي:  
          " دراسة حالة لسوء معاملة طفل"
يقدم نص الحالة التالية للمتعلمين " كنت طفلا أعاني من سوء معاملة زوج أمي ، فقد كان ينهال علي بهراوته و لا يتورع عن أن يصفني بنعوت لاذعة .. و ذات يوم قررت بيني و بين نفسي أن انتفض ، فغادرت المنزل دون رجعة .
              التدبير الديدكتيكي للنشاط:
تشكل  مجموعات للعمل (تقوم كل مجموعة باختيار مسير و مقرر لها).
* المرحلة الأولى : الاكتشاف
 يقوم مسير كل مجموعة بقراءة نص الحالة ، و تناقش المجموعة و قائع الحالة لتحديد المشكل المطروح ( سوء معاملة الطفل) و تحديد الشخص الذي انتهكت حقوقه (الطفل)  ، و وصف أوضاعه ( طلاق الأبوين ، معاملة الزوج الجديد) و تحديد الشخص المنتهك للحق و مواصفاته (زوج الأم ، عنيف..).
* المرحلة الثانية : إثارة در الفعل
- يبرز المتعلمون تجليات المشكل ( سوء المعاملة : الضرب ، عنف جسدي ، عنف معنوي).
- يبرز المتعلمون الانعكاسات الصحية، النفسية  ، الاجتماعية : المرض ، الاهانة  ، التشرد ..
- يعبرون عن مواقفهم من الحالة : تقمص وضعية الطفل الضحية و تصور ما يمكن أن يحس به من حسرة و ظلم ، و إبداء الموقف المندد و الشاجب لتلك الممارسات.
* المرحلة الثالثة : الفعل
 تقترح كل مجموعة الحلول المناسبة للمشكل المطروح ، و ذلك في ضوء القوانين الحامية للطفل من سوء المعاملة ( لجوء الطفل أو من يمكن مساعدته إلى العدالة أو إلى إحدى جمعيات المجتمع المدني..).
  في نهاية النشاط يعرض مقررو المجموعات نتائج دراسة الحالة للتقاسم و إبداء الرأي.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة